غزوة أحد

تعتبر غزوة أحد من أهم المعارك التي خاضها المسلمون ودرسًا أخلاقيًا لهم عندما تحول انتصارهم على المشركين إلى هزيمة ساحقة، واختبار الله لهم

وهكذا نلتقي مرة اخرى في قصة جديدة نتحدث فيها عن غزوة أحد، ونكمل الأحداث السابقة:

تاريخ العرب قبل الإسلام | صفحات من السيرة النبوية

حياة الرسول قبل البعثة – من المولد الى نزول الوحي

الدعوة في مكة المكرمة: من بداية الوحي إلى الإسلام الأول

الهجرة الى الحبشة: مسيرة الدعوة في مكة – تحديات وانتصارات

كيف غيرت بيعتا العقبة مسار الإسلام؟ استعراض تاريخي مفصل


أسباب غزوة أحد

  • الهدف والسبب الرئيسي لتلك الغزوة هو هزيمة المشركين في غزوة بدر.
  • أرادت قريش أن تثأر لقتلاهم، وأعدت لذلك إعدادًا شديدًا.
  • كانت قريش هي البادئة بالعدوان على المسلمين، حيث أنفقت من أموال القافلة التي رجع بها أبي سفيان على تجهيز جيشهم لمقاتلة المسلمين،فقال تعالى

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)}

الأنفال

أحداث غزوة أحد


تدور أحداث غزوة أحد حول انتصار المسلمين على المشركين في بداية الغزوة، ثم يتحول هذا النصر إلى هزيمة ساحقة، واختبار الله لهم.


تجهيزات قريش لغزوة أحد


عندما عاد أبو سفيان بالقافلة التي حاول المسلمون اعتراضها، أخذ يشجع المشركين على مقاتلة محمد ﷺ وأصحابه، وأن يثأر لشرفهم وسمعتهم بين الناس، فتمكن من تجميع عدد من المقاتلين وفتح لهم باب التطوع لكل من أحب المشاركة في تلك الغزوة، وتجمعت معه بعض القبائل العربية لمساندة قريش، وأخذ معه النساء أيضاً لتحفيز الرجال على القتال، فاستطاع بذلك تكوين جيش قوي يتكون من ثلاثة ألوية، ومزودين ب(٣٠٠٠)بعير، (٢٠٠) فرس، (٧٠٠) درع، وكانت القيادة العامة لأبي سفيان، وقيادة الفرسان لخالد بن الوليد، ومساعدة عكرمة بن أبي جهل، ثم ساروا إلى المدينة حتى وصلوا جبل أحد شمال المدينة.

استعداد المسلمين لغزوة أحد


كان العباس بن عبد المطلب في مهمة إستخبارية يستطلع أحوال قريش، فعلم بتقدم جيش المشركين ناحية المدينة يريدون القتال، فأخبر رسول الله ﷺ بتحرك المشركين، وكان رسول الله في مسجد قباء في ذلك الحين، فأخبر المسلمون بقدوم قريش، وظلت المدينة لا يفارق رجالها السلاح حتى و هم في الصلاة، وقام مجموعة من الأنصار بحماية رسول الله ﷺ وحراسته، ومنهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وسعد بن عبادة، فعندما علم رسول الله ﷺ بوصول المشركين جبل أحد، عقد مجلس استشاري ليتبادل الرأي معهم حول خطة الدفاع، فمنهم من اختار البقاء في المدينة والتحصن بها والدفاع عنها، ومن أصحاب هذا الرأي عبد الله بن أُبي بن سلول رأس المنافقين، ولكن كان الشباب متحمسين إلى الخروج لقتال المشركين، وعلى رأسهم حمزة بن عبدالمطلب، الذي قال لرسول الله ﷺ {والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم اليوم طعامًا حتى أُجالدهم بسيفي خارجًا من المدينة}، وقال الشباب {أخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا}.
فأخذ رسول الله ﷺ برأي الأغلبية، وهم على الخروج فلم يكد يصل إلى الشوط حتى تخلى عنه عبدالله بن سلول ومعه فريق من الجيش بحجة عدم الأخذ برأيه، فحدث اضطراب في صفوف المسلمين، ولكن رسول الله ﷺ واصل السير ولم يبالي، فنزل بعدوة الوادي وجبل أحد خلف ظهره.
فكان عدد المسلمين ١٠٠٠ مقاتل، وكانت خطة رسول الله لهم أن تكون المدينة أمامهم وجبل أحد خلفهم، وكلف عدد من الصحابة بتأمين مداخل المدينة المنورة وحماية أسوارها وكان عددهم خمسين مقاتل وولي عليهم عبد الله بن جبير، وقال لهم رسول الله ﷺ

إن رأيتُمونا تَخطفُنا الطَّيرُ، فلا تبرَحوا من مَكانِكُم هذا حتَّى أُرْسِلَ لَكُم، وإن رأيتُمونا هزَمنا القومَ وأوطَأناهُم فلا تبرَحوا حتَّى أُرْسِلَ إليكُم.

صحيح أبي داود


بداية معركة أحد


كانت غزوة أحد في منتصف شهر شوال سنة ٣هجريا سنة ٦٢٤م، بدأت المعركة بالمبارزة حيث بارز علي رضي الله عنه طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين، فقَتل علي رضي الله عنه طلحة فكبر المسلمون، فحمل لواء المشركين أخوه عثمان بن أبي طلحة فضربه حمزة فقطع يده، فأخذ المشركون يتناقلون اللواء كلما قُتل حامله، ثم اشتعلت نار الحرب بين المسلمين والمشركين، وتمكن المسلمون من تحقيق الانتصار على قريش ونساؤهم يدعون بالويل، وبدأ المسلمون في أخذ الغنائم عند دخولهم معسكر المشركين، وشاهدهم الرماة المسلمين (الذين أمرهم رسول الله بعدم النزول من على جبل أحد مهما حصل)، متقدمين إلى داخل معسكر المشركين، تركوا أماكنهم، وسارعوا إلى كسب الغنائم مخالفين بذلك أمر رسول الله ﷺ، فهجم المشركين على المسلمين وهم متفرقون وحاصروا المسلمين من كل جهة، ثم صعد خالد بن الوليد جبل أحد (وهو قائد رماة المشركين)، ورمى المسلمين من ظهورهم، فانقسم جيش المسلمين إلى ثلاثة أقسام

  • مابين جريح وقتيل.
  • وفريق منهزم أتعبته الحرب، فحاولوا الهرب بين الجبال.
  • ولم يبقي مع رسول الله ﷺ غير أربعة عشر رجلاً، سبعة من المهاجرين ومثلهم من الأنصار.

ثم اشتد القتال حول رسول الله ﷺ وخاصةً بعدما كان ينادي أصحابه فعرفه المشركون، ولم يبقي حوله ﷺ سوى طلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وكانت تلك أشد ساعة على رسول الله، حيث ضربه عبد الله بن قمئة على عاتقه ضربة شديدة، ثم ضربه ضربة أخرى حتى دخلت حلقتان من الدرع فى وجنتي رسول اللهﷺ

قال ابن قمئة: خذها، وأنا ابن قمئة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أقمأك الله»، فسلّط الله -تعالى- عليه تيس جبل، فلم يزل ينطحه، حتى قطّعه؛ قطعة، قطعة.

رواه الطبراني

فذهب ابن قمئة إلى المشركين وأخبرهم أن محمداً قد قتل.


أثر شائعة مقتل رسول الله ﷺ في نفوس المسلمين


أدت تلك الشائعة إلى إنهيار وتدمير الروح المعنوية لدى الجيش الإسلامي، ولكن عرفوا أن هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة، حيث رأى كعب بن مالك رسول الله ﷺ فأخبر المسلمين بذلك، فأشاروا إليه أن يخفض صوته حتى لا تعلم قريش موضع رسول الله ﷺ، ثم انسحب المسلمون من المعركة دون أن يتمكن المشركين من القضاء عليهم.


نتائج غزوة أحد

  • هزيمة المسلمين في غزوة أحد.
  • عدم إكمال المشركين القتال وعادوا إلى مكة، ويدل هذا على أنهم اكتفوا من المسلمين بهذا القدر الذي لا يصل إلى درجة النصر.
  • ما حصل للمسلمين في غزوة أحد كان اختبار من الله لهم، كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك فيما بعد.
  • بلغ عدد الشهداء من المسلمين في غزوة أحد نحو سبعين شهيدًا، أما المشركون فقد بلغ عدد قتلاهم ثلاثة وعشرين قتيلاً، وكان من بين الشهداء في هذه المعركة حمزة بن عبد المطلب عم النبيﷺ، وشماس بن عثمان، ووهب بن قابوس، والحارث بن عقبة، وعبدالله بن جحش، ومصعب بن عمير، وخنيس بن حذاقة.


الدروس المستفادة من غزوة أحد

  • عصيان أوامر القائد من أهم أسباب الهزيمة.
  • إيثار الجنود الدنيا على الآخرة يترتب عليه فقد الأمة عون الله وتأيده.
  • رفق رسول الله ﷺ وهو القائد الأعلى للمسلمين بأصحابه.
  • أن غزوة أحد معركة اجتمع فيها النصر والهزيمة معاً، وبالرغم مما كان فيها من آلام وجراح إلا أنها كانت درساً عظيماً للصحابة.

الخاتمة


تلك هي أحداث غزوة أحد والتى أصبحت درساً عظيماً للمسلمين في عدم مخالفة أوامر رسول الله ﷺ في الحرب أو السلم، وعدم الانشغال بأمور الدنيا على الآخرة.

متى وأين كانت غزوة أحد؟
كانت في منتصف شهر شوال سنة ٣هجريا، ٦٢٤م، على جبل أحد.

ما هو سبب هزيمة المسلمين فى غزوة أحد بعدما كانوا منتصرين في بداية المعركة؟
السبب هو مخالفة المسلمين لأوامر رسول الله ﷺ وانشغالهم بجمع الغنائم.

من هو الشخص الذي ضرب رسول الله في غزوة أحد فدعا عليه الرسول؟
هو عبد الله بن قمئة، فدعا عليه رسول الله ﷺ وقال (أقمأك الله).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top