الهجرة إلى يثرب (المدينة)

الهجرة إلى المدينة: رحلة الرسول وتأسيس الدولة الإسلامية

بعث الله رسولنا الكريم محمد ﷺ إلي الناس كافة فلذلك قررالنبي الهجرة إلى المدينة (يثرب) لتَعُمَّ دَعْوَتُهُ اَلْعَالَمَ بِأَكْمَلِهِ، وتكوين دولة إسلامية ومأمن للمسلمين من قريش وأذاها لهم.

ونلتقي مرة اخرى في قصة جديدة نتحدث فيها عن الهجرة إلى يثرب (المدينة)، ونكمل الأحداث السابقة:

تاريخ العرب قبل الإسلام | صفحات من السيرة النبوية

حياة الرسول قبل البعثة – من المولد الى نزول الوحي

الدعوة في مكة المكرمة: من بداية الوحي إلى الإسلام الأول

الهجرة الى الحبشة: مسيرة الدعوة في مكة – تحديات وانتصارات

كيف غيرت بيعتا العقبة مسار الإسلام؟ استعراض تاريخي مفصل

تفكير الرسول في أمر الهجرة

فكر رسول الله ﷺ في الهجرة إلى يثرب لأسباب مهمة وهي

أسباب هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

  1. رأي النبي أنه مكلف برسالة للناس كافة، وليست لأمة دون غيرها فقد استشعر رسول الله قول الله تعالى

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}

المائدة67

وقوله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

سبأ 28.

فعلم أنه لا بد من تحقيق عالمية دعوته، وأن هذه العالمية لا تأتي إلاّ من خلال نظام سياسي وكيان اجتماعي يحميها، أو من خلال دولة تكفل لهذه الدعوة حق الإنتشار وتحمي أتباع تلك الدعوة، لذلك نجد رسول الله سرعان ما تحرك نحو الخروج بالمسلمين إلي تلك الدولة التي تساعدهم في التقدم وتطوير الدعوة الإسلامية دون ظلم أو تعذيب.

2. لإعلاء شأن الدين والحصول على الحرية الكاملة لعبادة الله وطاعته، فالنبي محمد لم يكن أول نبي يهاجر من موطنه إلي مكان آخر لنشر الدعوة، فالهجرة مطلب دعوي تقتضيه طبيعة النبوة والرسالة، فقد هاجر بعض أنبياء الله من موطنهم إلى مكان أخر لنشر رسالتهم من الله إلى كل بقاع الأرض، فيقول الله تعالى على لسان آزر مخاطبًا نبي الله إبراهيم:

{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا 46 قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا 47 وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا}

مريم.

وقال تعالى في موضع آخر مشيرًا إلى هجرة سيدنا إبراهيم

{وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)}

الأنبياء.

وفي ختام حديث المولى تبارك وتعالى عن إبراهيم يقول

{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(26)}

العنكبوت.

فكل نبي من أنبياء الله لم يجد إستجابة له ولدعوته من قومه وفي مكانه، أمره الله تعالي بالهجرة إلي المكان المناسب له ولدعوته.

3. لأن الهجرة نهاية لمرحلة الضعف وعدم القدرة على الدفاع عن النفس والعقيدة، وفي نفس الوقت بداية لمرحلة متميزة من إثبات النفس، وبناء الشخصية المسلمة، والدفاع عن الدين والعقيدة، ومحاربة كل من يحارب دعوتهم إلى الله.

فالهدف من الهجرة هو كما ذكرنا إقامة الدولة الإسلامية وتثبيت قواعدها في ظل قوة الأنصار.

فشق المسلمون طريقهم إلي المدينة فمنهم من هاجر علانية أمام قريش، ومنهم من هاجر ليلاً حتي لا تعلم به قريش، ولكن كانت قريش تحرص على اصطيادهم في الطريق بين مكة والمدينة «يثرب» أو كانوا يحاولون منعهم من الهجرة بوسائل العنف.

استراتيجية الهجرة إلى المدينة

بعدما وجد النبي ﷺ للمسلمين مأمن ومأوي لهم ينتقلون إليه، أخذ يشجع المؤمنين على الهجرة إلى المدينة « يثرب»، فأحس المؤمنون بإقتراب نصر الله لهم و صار عندهم قوة تدفع عنهم ذل الإستضعاف والإستهزاء فقال تعالي

{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)}

القصص

وحينها أدركت قريش مدي خطورة أن يجد محمد وأتباعه أعوانا وأرض ينطلقون منها، ففعلت كل ما بوسعها لتمنع باقي المسلمين من الهجرة إلي يثرب، فعندم فشل التعذيب والحصار والإهانه للرسول والمسلمين، لجأت قريش لأساليب جديدة وقاسية لمنعهم من مواصلت الدعوة.

محاولات قريش لصد المسلمين عن الهجرة إلى المدينة

  • أسلوب التفريق بين الرجل وزوجته وولده، كانت تعلم قريش أن هذا الأمر شديد الصعوبة على النفس البشرية ومع ذلك فعلته مع المسلمين لكي تمنعهم من الهجرة إلى المدينة «يثرب»، ومن ذلك ما قالته أم سلمة وهى تحكي قصة هجرتها مع زوجها وابنها «أنه عندما عزم أبو سلمة زوجها على الهجرة أحضر لها بعير ووضعها عليه وحملت أبنها سلمة معها على نفس البعير، فخرج عليهم رجال من قريش(من بني المغيرة)، فأخذوا أم سلمة وأبنها من زوجها، فغضب لذلك بنو عبد الأسد(وهم قوم أبي سلمة) أن يتركوا ابنهم عند قريش، فأخذوه منهم بالقوة، ثم حبست بني المغيرة أم سلمة عندهم وهاجر أبي سلمة إلى المدينة، وبذلك فرقوا بين أم سلمة وزوجها وابنها.

تقول أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها (فكنت أخرج كل غداة وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي، هكذا كنت أياما حتى مر بي رجل من بني عمي، فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تحرجون من هذه المسكينة؟ فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها، فقالو: “الحقي بزوجك إن شئت، ورد علي بنو أسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة).

حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل
  • أسلوب التجريد من المال

هذا هو الأسلوب الثاني من قريش للمسلمين، لأنهم يعلمون مدى حب الإنسان للمال، ومن ذلك ما قاله صهيب الرومي عندما أستعد للهجرة إلى يثرب لحقه رجال من قريش فنزل من على بعيره وأخرج ما معه من نبال وقال لهم:قال لهم:

“يا معشر قريش تعلمون أني من أرماكم، والله لا تصلون إليَّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي ما بقي بيدي منه شيء”

فقالوا له: أتيْتَنا صُعْلوكًا حقيرًا ، فكثُرَ مالُكَ عندنا ، وبلغْتَ الذي بلغْتَ، ثُمَّ تريدُ أنْ تخرجَ بمالِكَ ونفسِكَ، واللهِ لا يكونُ ذلِكَ، فقال لهم صهيبٌ: أرأيتم إِنْ جعلْتُ لكم مالي أتُخلُّون سبيلي؟ قالوا: نعم، قال: فإِنَّي قَدْ جعلْتُ لكم مالي. فبلغ ذلِكَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ربِحَ صهيبٌ.

أنس بن مالك حديث صحيح

ثم نزل قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}

[البقرة: 207]
  • أسلوب الحبس والاختطاف

كان هناك هدفين من هذا الأسلوب وهما

  1. منع المسلمين من الهجرة
  2. أن يكون ذلك الحبس درساً عظيماً لكل من يخطر على باله فكرة الهجرة واللحاق برسول الله ﷺ.

فكانت قريش تقبض على كل من أراد الهجرة وتحبسه في أحد البيوت بعد تقيده جيداً، وتفرض عليه حراسة مشددة حتى لا يتمكن من الهرب، ومن ذلك قصة هجرة عمر بن الخطاب، وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل السهمي، فقد اتفق الثلاثة على مكان يجتمعون فيه و يهاجرون معًا، فاجتمع عمر بن الخطاب وعياش، ومنعت قريش هشام بن العاص، فسار عمر وعياش حتى كادوا أن يصلوا إلي المدينة، فذهب إليه أبو جهل بن هشام، وأخوه الحارث بن هشام، وكان عياش ابن عمهما وأخاهما لأمهما، واستدرجاه حتى عادا به إلى مكة مقيّدا في الأغلال فدخلوا به مكة في وضح النهار وقالوا: هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا في سفيهنا هذا. ثم وضعوه هو وهشام بن العاص في سجن واحد.

فلما قدم رسول الله ﷺ إلي المدينة نزل قوله:

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55)}

الزمر

ولم يتخلف أحد بمكة إلاّ من حبس أو فتن إلاّ على بن أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة الصديق، عندئذ شعرت قريش بأن الصراع الذي كان بينها وبين الدعوة الإسلامية في مكة والتي صبر فيها المسلمون على الإيذاء سوف يتحول إلى صراع دموي إذا ما تمكن الرسول ﷺ من اللحاق بأصحابه في المدينة.

اجتماع قريش ليلة الهجرة ومؤامرة قتل النبي

بعد أن فشلت قريش في صد المسلمين عن الهجرة إلى المدينة، خافوا من وصول رسول الله إليهم فإجتمعوا في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب، ففي يوم الخميس 26 صفر سنة 14 من البعثة 622م أي بعد شهرين ونصف تقريباً من البيعة الكبري، عقد زعماء قريش إجتماع في أمر التخلص من رسول الله ﷺ قبل أن تذهب الفرصة من أيديهم.

فكان على رأس ذلك الإجتماع عدد من طواغيت قريش هم

  1. أَبُو جَهْلِ عَمْرُو بنْ هِشَامْ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ
  2. شَيْبَةُ وَعَتَبَةُ اِبْنا رَبِيعَة
  3. أَبُو سُفْيَانْ بْنْ حَرْبِ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسْ بْنْ عَبْدِ مَنَافْ
  4. النَّضِرَ بْنْ اَلْحَارِثْ مِنْ بَنِي عَبْدِ اَلدَّارْ
  5. أَبُو اَلْبُخْتُرِي بْنْ هِشَامْ
  6. حَكِيمٌ بْنْ حِزَامِ مِنْ بَنِي أَسَدْ بْنْ عَبْدِ اَلْعُزَّى
  7. أُمِّيَّةِ بْنْ خَلَّفَ مِنْ بَنِي جَمَحَ

وغيرهم الكثير ممن يرغبون في قتل رسول الله ﷺ من قريش، ثم بدأوا في طرح إقتراحات ليتخلصوا من رسول الله، فهناك من يرى أن يحبسوه ويغلقوا عليه بابا، وهناك من يري حلا بديلا وهو إخراج النبي ﷺ نفسه من مكة، فلم يوافق الجميع على تلك الأراء، فكان الرأي الثالث الذي وافق عليه كل الحاضرون ولم يعترض عليه أحد وحظي بالإجماع، وهو رأي أبي جهل عمرو بن هشام الذي قال: أن يأخذوا من كل قبيلة شابًا قوياً، ويعطي لكل واحد منهم سيفاً، فيجتمعوا على قتل النبي محمد ﷺ فيتفرق دمه في القبائل، ولم يقدروا عبد مناف من الثأر له من كل القبائل، فأستقر الأمر على ذلك.

نزول جبريل بالوحي وفضح مؤامرة المشركين

فأتى جبريل عليه السلام وأخبر نبي الله بما اتفقت عليه قريش، وأمره أن لا ينام في فراشه تلك الليلة، ثم أنزل الله تعالى

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}

الأنفال

ليفضح أمر قريش أمام النبي والمسلمين جميعاً.

هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ثم أمر رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه في تلك الليلة الموعودة،وأمره بأن يؤدي الأمانات التى كانت عند النبي إلى أهلها،ففعل علي ذلك

ثم خرج رسول الله ﷺ ورجال المهمة نائمون أمام منزله، فذهب إلي أبي بكر الصديق ليرافقه في هجرته إلى يثرب، فمضوا فى طريقهما إلى المدينة فرآه رجل من قريش، فذهب ليخبر الشباب الواقفون على باب رسول الله ليقتلوه، فقال«ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا: محمدا، قال: خيبكم الله قد -والله- خرج عليكم محمد، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم»، فانطلق المحاصرون لبيت الرسول ليتحققوا من الأمر فوجدوا علي بن أبي طالب في فراشه، فغضبوا لذلك وتركوا علي وذهبوا ليبحثوا عن رسول الله ﷺ.

وعندما علم رسول الله أن قريش خرجت لتبحث عنه ذهب هو وأبو بكر الصديق إلى غار ثور فدخلا الغار وأمر الله تعالى العنكبوت أن تنسج خيوطها على باب الغار والحمامة أن تضع بيضها أمام الباب، حتى لا تستطيع قريش معرفة مكانهما، وبقى النبي وأبو بكر في الغار ثلاث ليالي، فلما هدأ الأمر خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر من الغار ليكملا طريقهما إلى يثرب.

فأعلنت قريش في نوادي مكة بأنه من يأتي بالنبي حيًّا أو ميتا فله مائة ناقة، فطمع سراقة بن مالك في الفوز بتلك الجائزة، فخرج يبحث عنه في كل مكان حتي وصل إليه، ولكن الله بقدرته التي لا يغلبها غالب جعله يرجع مدافعًا عن رسول الله ﷺ بعد أن كان جاهدًا عليه.

ثم أكمل رسول الله وأبي بكر الصديق هجرتهم إلى المدينة، فلما وصلا إليها استقبلهم الأنصار بالترحيب والفرح والإنشاد، فكان يوم وصول الرسول وأبي بكر إلى المدينة يوم فرح وابتهاج لم ترَ المدينة يوماً مثله، وأحس أهل المدينة بالفضل الذي حباهم الله به، وشرف العيش مع رسول الله ﷺ وأتباعه.

تخطيطات وعوامل نجاح الهجرة إلى المدينة

كانت الهجرة إلى المدينة(يثرب) انتصاراً للدعوة الإسلامية، وتعظيم لها في نفوس أتباعها، وهذا الانتصار كان نتيجة كفاح وصبر طويل وحسن تخطيط ويظهر ذلك في النقاط التالية

  • اتخذ رسول الله ﷺ كافة التدابير من الحيطة والحذر والسرية التامة
  • حرص النبي وصاحبه أبو بكر على حسن اختيار الدليل فاختاروا رجلًا تتوافر فيه الخبرة والثقة على رغم من كونه مشركًا، حيث استأجرا رجلًا من بني الديل، كان (ماهرًا) يدعى عبد الله بن أريقط أحس فيه النبي ﷺ -علی رغم شرکه – مروءة العربي وشهامته ووفائه ذمته وعهده.
  • خرج النبي ﷺ من بيته، قبيل طلوع فجر في السابع والعشرين من شهر صفر، سبتمبر سنة ٦٢٢م تاركًا عليًا نائمًا مكانه، وكان القوم قد اجتمعوا على بابه.
  • توزيع الأدوار على الصحابة والتابعين مثل (عبد الله بن أبي بكر في الاستطلاع وتقصي الأخبار، عامر بن فهيرة للتمويه ومحو الآثار، أسماء بنت أبي بكر للمؤونة والإطعام)

ثم ظهرت العناية الإلهية حينما صرف الله أنظار المشركين عنهما في اللحظة التي أحاطوا فيها بالغار، حتى قال أبو بكر:

لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَﷺ : ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!

حديث صحيح

الخاتمة

الهجرة النبوية الشريفة، هي بداية تاريخ جديد للدعوة الإسلامية، والتي كانت بعون من الله وبفضل منه، استطاع رسول الله- ﷺ- الحصول على فرصة جديدة لبدء الانطلاقة الحقيقية للدعوة الإسلامية ونشر الدين الإسلامي في كل أنحاء العالم، وقد مر رسول الله- ﷺ- في تلك الرحلة العصيبة بالعديد من الأحداث والمخاطر التي لولا فضل من الله وستر من عنده، لكانت انتهت الدعوة سريعاً، فكانت الهجرة أمر من الله ونصر وعون للنبي ومن معه من المسلمين حيث خرجوا من مكان التعذيب والإهانة والضعف إلى مكان النصر والقوة والغلبة وعزة النفس، فاستطاع المسلمون في المدينة تكوين دولتهم الإسلامية على نهج رسول الله ﷺ وقواعده.

ما هي المعجزات التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة؟

خروج النبي من بيته دون أن يراه المشركون، عجز فرس سراقة بن مالك من اللحاق به، مسح النبي على ضرع شاة غير حلوبة في خيمة أم معبد فكثر اللبن وشربوا منه.

في أي شهر كانت الهجرة النبوية إلى يثرب (المدينة)؟

كانت في السابع والعشرين من صفر، سبتمبر سنة ٦٢٢م .

ما هي أسباب الهجرة إلى المدينة ؟

إيذاء المشركين للمسلمين، وحصار قريش لهم، وتأمرهم على قتل رسول الله ﷺ، وتوسيع نطاق الدعوة الإسلامية لأنها رسالة عالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top